responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 451

أول مشهد شهده رسول الله a غبت عنه، لئن أراني الله تعالى مشهداً فيما بعد مع رسول الله a ليرين الله ما أصنع، قال: فهاب أن يقول غيرها، فشهد رسول الله a يوم أُحد، فاستقبل سعد بن معاذ، فقال له أنس: (يا أبا عمرو أين، واهاً لريح الجنة إني أجده دون أحد)، قال: فقاتلهم حتى قتل، قال: فوجد في جسده بضع وثمانون بين ضربة وطعنة ورمية، فقالت أخته عمتي الربيع ابنة النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه، قال: فنزلت هذه الآية:﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب)، قال: فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه)([966])

ومثله المقداد بن الأسود الذي قام مجيبا رسول الله a، يوم بدر عندما تردد بعض المترددين في نصرته a، فقال: (يا رسول الله امض لما أمرك الله، فنحن معك، والله ما نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ﴾ [المائدة 24] ولكن اذهب أنت ربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، عن يمينك وشمالك، وبين يديك وخلفك، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه)، فأشرق وجه رسول الله a، وقال له خيرا ودعا له([967]).

وذلك ليس محصورا ببدر أو أحد أو غيرها من المواطن التي نصر فيها الإسلام، بل إن المؤمن الصادق في إيمانه هو من يعاهد الله على نصرته في أي محل يحتاج إلى ذلك، وذلك هو النجاح الأعظم، والذي يثبت مدى صدق النفس مع ربها.

ومن الأمثلة التي عليك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعيشها دائما، لتستن بأصحابها، وتفي بعهودك جميعا، أولئك الصادقين الذين عاهدوا الإمام الحسين على نصرته، وصدقوا


[966] رواه أحمد ورواه مسلم والترمذي والنسائي.

[967] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (4/ 26)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 451
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست