responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 450

واستحيا من كل قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله) ([965])

معاهدة النصرة:

أما المعاهدة الثانية ـ أيها المريد الصادق ـ فهي معاهدة النصرة؛ وهي ترتبط بالجانب الاجتماعي في الدين، ذلك أن اختبارات الله تعالى لعباده نوعان: نوع يرتبط بالنفس وعلاقتها بربها.. ونوع يرتبط بالمجتمع وعلاقة النفس به.

ولا يمكن أن تتحقق التزكية، ولا الترقية من دون مراعاة كلا النوعين، والإجابة على كل الأسئلة المرتبطة بهما، والنجاح في كل الاختبارات التي قد يبتلي الله عباده فيهما.

ولذلك كان رسول الله a لا يكتفي ببيعة أصحابه على تزكية أنفسهم، وإنما كان يضم إليها بيعتهم ومعاهدتهم على نصرة الدين.

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك، وبين فضل من وفى بعهده مع الله، وصدق في بيعه وشرائه معه، فقال:﴿إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)﴾ (التوبة)

وأبلغ في الثناء على رجال من المؤمنين بقوله:﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ الله الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ الله كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)﴾ (الأحزاب)

ومما ورد في سبب نزولها أنها نزلت في أنس بن النضر، فقد حدث بعض قرابته عنه قال: كان أنس عمي (أنس بن النضر)، لم يشهد مع رسول الله a يوم بدر فشق عليه، وقال:


[965] الخصال ج 1 ص 106.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست