بل
اعتبر من بايع رسول الله a وعاهده مبايعا لله ومعاهدا له، فقال:﴿إِنَّ الَّذِينَ
يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ
نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ
الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)﴾ (الفتح)
ومع
الثناء على أهل الله الموفين بعهد الله وردت النصوص مخبرة بوجوب هذا الوفاء، وأنه
لا يقل في وجوبه عن أي وفاء آخر، قال تعالى:﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ
بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)﴾ (البقرة)
وقال:﴿وَأَوْفُوا
بِعَهْدِ الله إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ
تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ الله عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا
تَفْعَلُونَ (91)﴾ (النحل)
وقد
فهم الربانيون من الآيات الحاضة على وجوب الوفاء بالعقود أن أول العقود هو العقد
الذي يجريه العبد مع ربه، قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا
يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ الله
يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)﴾ (المائدة)
فالعقود
التي يجب الوفاء بها لا تتوقف على عقود البيع والشراء، بل تعم جميع العقود التي
يعقدها العبد مع ربه، عن ابن عباس قال: (العهود ما أحل الله وما حرم، وما فرض وما
حد في القرآن كله، ولا تغدروا ولا تنكثوا)
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 446