اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 444
وقال
هذا الصحابي بعد ذلك، مخبرا عن تأثير البيعة عليه: (بايعت رسول الله a بيدي هذه على الإسلام واشترط
علي النصح لكل مسلم، فورب الكعبة، إني لكم ناصح أجمعين) ([954])
وحدث
صحابي آخر قال: أتيت رسول الله a لأبايعه، فقلت: علام تبايعني يا رسول
الله؟ فمد رسول الله a يده
قال: (تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وتصلي
الصلوات الخمس لوقتها، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتجاهد في
سبيل الله). قلت: يا رسول الله، كلا نطيق إلا اثنتين فلا أطيقهما: الزكاة، والله
ما لي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن. وأما الجهاد فإني رجل جبان، ويزعمون أنه
من ولى فقد باء بغضب من الله، وأخاف إن حضر القتال أن أخشع بنفسي فأفر فأبوء بغضب
من الله. فقبض رسول الله a يده
ثم حركها، ثم قال: (يا بشير، لا صدقة ولا جهاد فبم إذن تدخل الجنة؟) قلت: يا رسول
الله، أبسط يدك أبايعك، فبسط يده فبايعته عليهن كلهن([955]).
وحدث
آخر قال: كنا عند رسول الله a تسعة
أو ثمانية أو سبعة، فقال: (ألا تبايعون رسول الله a؟) فرددها ثلاث مرات. فقدمنا
أيدينا فبايعنا رسول الله a فقلنا:
يا رسول الله قد بايعناك فعلى أي شيء نبايعك؟ فقال: (على أن تعبدوا الله، ولا
تشركوا به شيئا، والصلوات الخمس، وأن لا تسألوا الناس شيئا)([956])
وقد
قال ذلك الصحابي مخبرا عن تأثير تلك البيعة في سلوك المبايعين: (فلقد رأيت