اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 443
أشكال
المعاهدات، كما قال تعالى: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله
يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ
شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان: 6، 7]
وذلك
لا يقتصر على النوافل والتطوعات فقط، بل يتعداها إلى الفرائض والمحرمات، ذلك أن
النفس الأمارة قد تقتحم حدود الله من حيث لا تشعر، فلذلك تحتاج إلى منبه ينبهها،
ولذلك أمر الله تعالى رسول الله a بأخذ البيعة في أمثال تلك
المسائل، كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ
الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِالله شَيْئًا وَلَا
يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ
بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ
فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ الله إِنَّ الله غَفُورٌ
رَحِيمٌ﴾ [الممتحنة: 12]
فقد
كانت تلك المحرمات التي ذكرتها الآية الكريمة متفشية في الجاهلية، لذلك طولب
النساء بالبيعة ومعاهدة الله على اجتنابها.
ولم
تكن أمثال تلك البيعة خاصة بالنساء، بل ورد في السنة المطهرة الكثير من أمثالها
مما يتعلق بالرجال والنساء جميعا، ومن أمثلتها ما حدث به بعض أصحاب رسول الله a أنه
قال: (بايعنا النبي a على
مثل ما بايع عليه النساء، من مات منا ولم يأت شيئا منهن ضمن له الجنة، ومن مات منا
وقد أتى شيئا منهن وقد أقيم عليه الحد فهو كفارة، ومن مات منا وقد أتى شيئا منهن
فستر عليه فعلى الله حسابه) ([952])
وعنه
قال: قلت: يا رسول الله، اشترط علي فأنت أعلم بالشرط. قال: (أبايعك على أن تعبد
الله وحده لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتنصح لكل مسلم، وتبرأ من
الشرك)([953])