responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 442

المعاهده الجازمه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن المعاهدات والبيعات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وإمكانية استثمارها في التزكية والترقية، وكيفية ذلك.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن المعاهدات والبيعات وما يرتبط بها مسالك تربوية يمكن استخدامها في تهذيب النفس وترقيتها وإلزامها بما تكسل على عمله.

ذلك أن أكثر الوسائل التي وضعتها الشريعة للتزكية والترقية صنفها الفقهاء ضمن التطوعات والنوافل بناء على عجز أكثر الناس على أدائها.. ولذلك فإن النفس عند ملاحظتها لهذا يصيبها الكسل والوهن بخلاف المفروض عليها..

ولهذا كان أحسن الطرق لتحويل بعض تلك التطوعات واجبات القيام بمعاهدات مرتبطة بها، تلزم النفس بها، لأنها تحولت من كونها تطوعا إلى كونها فريضة، بسبب الالتزام بها.

ومن الأمثلة على ذلك إلزام النفس بورد قرآني كل يوم، ومثله من التهليلات والتكبيرات والتسبيحات وأنواع التطوع المرتبط بالصيام والصدقات وغيرها عبر القيام بمعاهدة تخصها، إما دائمة، أو مرتبطة بزمن معين.

فذلك مما يحمي السلوك من المزاجية والتقلب، ذلك أن الإنسان قد ينشط في فترة من الفترات، يقوم خلالها بكل أنواع البر، لكنه عند كسله يقعد عنها جميعا.. لكنه إذا ما ألزم نفسه يصبح مضطرا لفعلها، وإلى قضائها في حال التقصير.. وذلك كله مما يساهم في ردع نفسه الأمارة، وإمداد نفسه اللوامة بما يعينها على التحول إلى نفس مطمئنة.

ولذلك وصف الله تعالى الأبرار من عباده بالوفاء بالنذر، وهو ليس سوى شكل من

 

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 442
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست