اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 413
نوافل الصلوات:
أما نوافل الصلوات، فهي ـ أيها المريد الصادق ـ كثيرة،
وقد وقع الخلاف بين الفقهاء في بعضها، وهو لا يعنيك كثيرا؛ فيمكنك أن تختار لنفسك ما شئت
من بينها مما تراه متناسبا مع عملك وظروفك المختلفة من غير أن تنكر على غيرك ما
اختاره لنفسه مما ترجح لديه دليله، حتى لا تكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿أَرَأَيْتَ
الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ [العلق: 9، 10]
وقد
ورد في الحديث عن رسول الله a أنه
قال لأبي ذرّ في وصيّته له: (يا أبا ذرّ.. ما من رجلٍ يجعل جبهته في بقعة من بقاع
الأرض إلاّ شهدت له يوم القيامة، وما من منزلٍ ينزله قومٌ إلاّ وأصبح ذلك المنزل
يصلّي عليهم أو يلعنهم.. يا أبا ذرّ.. ما من رواحٍ ولا صباحٍ إلاّ وبقاع الأرض
ينادي بعضها بعضاً: يا جارة.. هل مرّ عليك اليوم ذاكرٌ لله، أو عبدٌ وضع جبهته
عليك ساجداً لله تعالى ؟.. فمن قائلةٍ لا، ومن قائلةٍ نعم، فإذا قالت: نعم، اهتزّت
وانشرحت، وترى أنّ لها الفضل على جارتها)([855])
ومن تلك النوافل التي ورد الاتفاق عليها
في الأمة جميعا صلاة الفجر، فـ (لم يكن النبي a على شيء من النوافل أشد
تعاهدا منه على ركعتي الفجر)([856])
وقد
قال في شأنها وفضلها: (ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها)([857])