اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 411
الحديث القدسي عن الله تعالى: (من عادى
لي وليّا فقد آذنته بالحرب. وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته
عليه. وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه
الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها،
وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي
عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته) ([849])
ففي
هذا الحديث إشارة إلى حصول المكثر من النوافل على حب الله تعالى، ونزوله درجة
المحبوبية وهي درجة عظيمة جدا، تجعله وليا لله، كما أخبر a عن ذلك في أول الحديث.
وبالإضافة
إلى هذا الدور؛ فإن النوافل تقوم بجبر القصور الذي قد يقع في الفرائض، كما ورد في
الحديث عن رسول الله a، فقد قال: (إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم:
الصلاة، قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته: انظروا في صلاة عبدي، أتمها أم نقصها؟
فإن كانت تامة، كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئا، قال: انظروا، هل لعبدي من
تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على
ذلك)([850])
بالإضافة
إلى ذلك ما ورد في النصوص الكثيرة من الأجور العظيمة التي ينالها المكثرون من
النوافل، والتي لا تقتصر على ما يتفضل الله تعالى به عليهم من النعيم المقيم،
وإنما يكون لذلك أثره النفسي، لأن كل نعيم حسي أو معنوي يقتضي طهارة في النفس تؤهل
صاحبها لذلك النعيم.