اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 410
النوافل و التطوعات
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن النوافل والتطوعات الكثيرة التي سنها النبي a وأئمة
الهدى من بعده، وأدوارها التربوية والروحية، والآداب والأسرار المرتبطة بها.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك أن النوافل التي وردت في الشريعة بأشكالها المختلفة، فرص
عظيمة لتدارك التقصير، أو لنيل الدرجات العالية، والأجور العظيمة، وهي بمثابة
العلاج التكميلي والإضافي للنفس، يعين الفرائض، ويكون مددا لها في تزكية النفس
وترقيتها.
وقد
أشار إلى هذه المعاني التي رحم الله تعالى بها عباده، ليؤدبهم ويربيهم، قوله تعالى
مخاطبا رسوله a والأمة من خلاله: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ
نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾
[الإسراء: 79]
فهذه
الآية الكريمة تشير إلى الدور الذي تقوم به النوافل في الترقية، ولا يمكن أن تكون
هناك ترقية من دون أن تسبقها تزكية.. وبذلك يكون للنوافل دورها العظيم في تزكية
النفس وترقيتها وتأهيلها للمقامات المحمودة والمراتب العلية.
وذلك
كله من فضل الله تعالى على عباده، وشكره لهم، كما قال تعالى: ﴿وَمَن
تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ الله شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:158)، والشكر
يعني الجزاء والمكافأة، والتي لا تقتصر على الأجور فقط، وإنما تتعداها لتلك
المراتب الرفيعة التي ينالها من لم يكتف بالفرائض، وإنما راح يضم إليها النوافل.
وقد
أشار رسول الله a إلى الدور العظيم الذي تقوم به النوافل في ذلك؛ فقال في
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 410