اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 401
ومردودين ولا تغفل
عن تذكّر أمور الآخرة في شيء ممّا تراه، فإنّ كلّ أحوال الحاجّ دليل على أحوال
الآخرة) ([830])
وتذكر عند الطواف
بالبيت أنه (صلاة
وأحضر قلبك فيه من التعظيم والخوف والرّجاء والمحبّة ما تقوم به في الصلاة، واعلم
أنّك في الطواف متشبّه بالملائكة المقرّبين الحافّين حول العرش الطائفين حوله، ولا
تظنّنّ أنّ المقصود طواف جسمك بالبيت، بل المقصود طواف قلبك بذكر ربّ البيت حتّى
لا يبتدئ الذّكر إلّا به، ولا يختم إلّا به كما يبتدئ الطائف الطواف من البيت
ويختم بالبيت، واعلم أنّ الطواف الشريف هو طواف القلب بحضرة الربوبيّة وأنّ البيت
مثال ظاهر في عالم الملك لتلك الحضرة الّتي لا تشاهد بالبصر وهو في عالم الملكوت
كما أنّ البدن مثال ظاهر في عالم الشهادة للقلب الّذي لا يشاهد بالبصر وهو في عالم
الغيب وأنّ عالم الملك والشهادة مدرجة إلى عالم الغيب والملكوت لمن فتح له الباب) ([831])
وتذكر عند التعلق
بأستار الكعبة والالتصاق بالملتزم
(طلب القرب حبّا وشوقا للبيت ولربّ البيت، وتبرّكا بالمماسّة، ورجاء للتحصّن عن
النار في كلّ جزء لاقى البيت، وليكن نيّتك في التعلّق بالستر الإلحاح في طلب
المغفرة وسؤال الأمان كالمذنب المتعلّق بثياب من أذنب إليه، المتضرّع إليه في عفوه
عنه، المظهر له أنّه لا ملجأ له منه إلّا إليه، ولا مفزع له إلّا عفوه وكرمه،
وأنّه لا يفارق ذيله إلّا بالعفو وبذل الأمن في المستقبل) ([832])
وتذكر عند السعي بين
الصفا والمروة (تردّد
العبد بفناء دار الملك جائيا وذاهبا مرّة