responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 400

الله يختبر عباده بأنواع الشدائد، ويتعبّدهم بألوان المجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجاً للتكبّر من قلوبهم، وإسكاناً للتذلّل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبواباً فتحاً إلى فضله، وأسباباً ذللا لعفوه)([828])

وبعد هذا عليك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تؤدي مناسك الحج بقلبك وروحك كما تؤديها بجوارحك، فلكل شعيرة مشاعرها الخاصة بها، والتي إن فهمت مقاصدها وأسرارها، ترقيت في معارج العرفان، ولم تبق مسجونا للحركات التي لا تعرف لها أي معنى.

وسأسوق لك هنا بعض ما ذكره الحكماء من مشاعر حول كل شعيرة من شعائر الحج، وهو لا يعني أنها المشاعر الوحيدة التي لا ينبغي أن تستشعر غيرها، بل يمكنك أن تستشعر غيرها بحسب مرتبتك من السلوك إلى الله تعالى.

وأول ذلك الإحرام والتلبية بالميقات؛ فتذكر عنده (نداء الخلق بنفخ الصور، وحشرهم من القبور، وازدحامهم في عرصات القيامة مجيبين لنداء الله، ومنقسمين إلى مقرّبين وممقوتين، ومقبولين ومردودين ومردّدين في أوّل الأمر بين الخوف والرجاء تردّد الحاجّ في الميقات حيث لا يدرون أ يتيسّر لهم إتمام الحجّ وقبوله أم لا) ([829])

وعند وقوع البصر على البيت تصور (كأنّك مشاهد لربّ البيت لشدّة تعظيمك، وارج أن يرزقك لقاءه كما رزقك لقاء البيت، واشكر الله على تبليغه إيّاك هذه الرّتبة وإلحاقه إيّاك بزمرة الوافدين إليه، واذكر عند ذلك انصباب الناس في القيامة إلى جهة الجنّة آملين لدخولها كافّة، ثمّ انقسامهم إلى مأذونين في الدّخول ومصروفين انقسام الحاجّ إلى مقبولين


[828] نهج البلاغة، ص170.

[829] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌2، ص201.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست