responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 379

مرّتين أو ثلاثا. قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إيّاه، وأخذ الدّرهمين وأعطاهما الأنصاريّ، وقال: (اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدّوما فأتني به) فأتاه به، فشدّ فيه رسول الله a عودا بيده ثمّ قال له: (اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينّك خمسة عشر يوما)، فذهب الرّجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما. فقال رسول الله a: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إنّ المسألة لا تصلح إلّا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع) ([776])

لذلك؛ فإن من علامات إخلاص المنفق اجتهاده في البحث عن الجهات المستحقة، والتي يمكن أن يساهم الإنفاق لها في سد حاجتها، وأدائها لدورها المنوط بها، سواء كان ذلك أشخاصا، أو جهات خيرية، أو غيرهما.

ذلك أن مقاصد الإنفاق لا ترتبط فقط بتطهير المنفق من أمراضه النفسية، وإنما تقوم بتطهير المجتمع أيضا من الأمراض التي تصيبه جراء الشح والبخل.. ولذلك كان أولى الجهات بالإنفاق عليها الأقربون الذي وكل أمر رعايتهم للمنفق؛ فلا يصح أن يتركهم المنفق، ويذهب للأبعدين، لأنه قد يكون لهم من المنفقين من يسد حاجتهم.

ففي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (دينارٌ أنفقته في سبيل الله، ودينارٌ أنفقته في رقبة، ودينارٌ تصدقت به على مسكين ودينارٌ أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك)([777])

وقال: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينارٌ ينفقه على عياله، ودينارٌ ينفقه على دابته في


[776] رواه أبو داود والبيهقي

[777] مسلم (995)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست