اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 378
من أن يحصى، وهم أربابه وهو شعارهم دون
غيرهم)([774])
ويشير
إلى كل هذا ما ورد في الحديث أن ناسا من أصحاب النبي a قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور،
يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: (أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؟
إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقةٌ، ونهيٌ عن منكر
صدقةٌ)([775])
الاستحقاق والحاجة:
وأما
الثاني، وهو المرتبط بالمنفق عليه؛ فهي تحتاج من المنفق أن يبحث عن أولى الجهات وأكثرها حاجة لنفقته،
ذلك أنه كلما اجتهد في وضعها في محلها الصحيح، كانت أكثر بركة عليه.
ولذلك
قد لا يؤتى المنفق من جهة إخلاصه وتجرده لله تعالى، ولكنه يؤتى من الجهة التي أنفق
عليها؛ ذلك أنه قد يعطي ماله للظلمة والمستكبرين؛ فيقوي بذلك شوكتهم، ويكون سندا
لهم في ظلمهم.. وقد يعطيها لمن لهم القدرة على العمل؛ فيدعوهم بذلك إلى الكسل.
ولهذا
عندما جاء بعض الصحابة يسأل رسول الله a، لم يعطه، لأنه رآه قويا قادرا
على العمل، ولذلك قال له: (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه،
وقعب نشرب فيه من الماء، قال: (ائتني بهما) فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله a بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال
رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: (من يزيد على درهم؟).