وقال:
(لو جرى المعروف على ثمانين كفّاً، لأوجروا كلهم من غير أن ينقص عن صاحبه من أجره
شيئاً)([771])
وهكذا
يمكنك أن تنفق مما آتاك الله من علم أو صنعة أو خبرة أو غيرها؛ فالإنفاق لا يقتصر
على المال فقط، حتى لا يحتج أي محتج بعدمه، وإنما تشمل كل شيء، وفي الحديث عن رسول
الله a أنه قال: (زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه)([772])
وقال
الإمام الصادق: (لكلّ شيءٍ زكاةٌ، وزكاة العلم أن يعلّمه أهله)([773])
وأشار
إلى أنواع كثيرة من الزكاة والصدقات، فقال: (على كلّ جزءٍ من أجزائك زكاةٌ واجبةٌ
لله عزّ وجلّ، بل على كلّ شعرةٍ، بل على كلّ لحظةٍ؛ فزكاة العين: النظر بالعبرة،
والغضّ عن الشهوات وما يضاهيها. وزكاة الأذن: استماع العلم، والحكمة، والقرآن،
وفوائد الدين من الحكمة والموعظة والنصيحة، وما فيه نجاتك بالإعراض عما هو ضده من
الكذب والغيبة وأشباهها. وزكاة اللسان: النصح للمسلمين، والتيقّظ للغافلين، وكثرة
التسبيح والذكر وغيره. وزكاة اليد: البذل والعطاء والسخاء بما أنعم الله عليك به،
وتحريكها بكتبة العلوم، ومنافع ينتفع بها المسلمون في طاعة الله تعالى، والقبض عن
الشرور. وزكاة الرجل: السعي في حقوق الله تعالى من زيارة الصالحين، ومجالس الذكر،
وإصلاح الناس، وصلة الرحم، والجهاد، وما فيه صلاح قلبك، وسلامة دينك. هذا مما
يحتمل القلوب فهمه، والنفوس استعماله، وما لا يشرف عليه إلا عباده المقرّبون
المخلصون أكثر