اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 361
متقبّلة لإحكامه الأصل وإن ترك الفضل،
ومثل من جمع بينهما كمن جمع بين الأصل والفضل في الوضوء وهو الكمال) [724])أ
ولهذا
أخبر a أن الصوم أمانة، فقال: (إنّما الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته) ([725])
وعندما
تلا قوله تعالى: ﴿إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ
إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58] وضع يده على سمعه وبصره، فقال: (السمع أمانة
والبصر أمانة) ([726])
ولذلك
أمر رسول الله a من تعرض لأي موقف يدعوه لانتهاك محارم الله بأن يتذكر صومه، قال a: (إذا
أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني
صائمٌ إني صائمٌ) ([727])
بل
صرح بأن من لم يترك الزور الذي يشمل كل المحرمات لا معنى لصيامه، فقال: (من لم يدع
قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه) ([728])، وقول الزور يشمل كل قول محرم
كالكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وغيرها.
ولذلك
ورد في النصوص المقدسة ما يشير إلى أنواع المحرمات، وتأثيرها في الصوم، ومن ذلك
قوله a: (خمس يفطرن الصائم: الكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة
والنظر بشهوة)([729])
وقد
ورد في الحديث ما يؤكد ذلك، فقد روي أن امرأتين صامتا، وأن رجلاً قال: يا
[724] المحجة البيضاء
في تهذيب الإحياء، ج2، ص: 137.