responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 355

شيطانه بالصوم يقوم في الحقيقة برفع تلك الحجب التي تحول بينه وبين الملكوت.

ولذلك كله أخبر رسول الله a عن بعد الشيطان عن الصائم الصادق في صومه؛ فقال: (ألا أخبركم بشي‌ء إن فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الصوم يسوّد وجهه، والصّدقة تكسر ظهره، والحبّ في الله والموازرة على العمل الصالح تقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه، ولكلّ شي‌ء زكاة وزكاة الأبدان الصيام) ([702])

وقال: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين) ([703])

وقال: (إذا كان أول ليلة من رمضان غلقت أبواب النار، فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها بابٌ، وينادي مناد: يا باغي الخير هلم وأقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله فيه عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان)([704])

وهذا كله ـ أيها المريد الصادق ـ خاص بالصائمين الصادقين في صومهم؛ فهم الذين تصفد شياطينهم، وتغلق أبواب جهنم عنهم.. أما المرائون، أو الذين يصومون بناء على الأعراف والتقاليد، أو طلبا للصحة والعافية، دون أن تكون لهم نية الصوم لله؛ فإنهم لا تنطبق عليهم تلك الأحاديث، فقد قال رسول الله a: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)([705])


[702] الكافي 4: 62.

[703] البخاري (1898)، مسلم (1079) 2.

[704] الترمذي (682)، وابن ماجه (1642)، والدارمي (1775)

[705] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست