اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 356
وهؤلاء
الصادقون في صومهم، المحافظون عليه، هم المستحقون لذلك الجزاء العظيم الذي وهبه
الله لهم، والذي لا يتعلق فقط بتطهير نفوسهم وترقيتها، وإنما يتعلق بمصيرهم
الأبدي، وسعادتهم الدائمة.
ومن
ذلك الجزاء ما أخبر عنه رسول الله a بقوله: (الصائم في عبادة الله،
وإن كان نائماً على فراشه، ما لم يغتب مسلماً)([706])، وبقوله: (ما من صائمٍ يحضر
قوماً يطعمون إلا سبّحت أعضاؤه، وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم له استغفاراً)([707])
ومنها
استجابة الله تعالى لدعائه، كما قال a: (إنّ الله تعالى وكلّ ملائكة
بالدّعاء للصائمين، وقال: أخبرني جبريل عن ربّه تعالى ذكره أنّه قال: ما أمرت
ملائكتي بالدّعاء لأحد من خلقي إلّا استجبت لهم فيه)([708])
وقال:
(ثلاثة لا تُرَدّ دَعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم)([709])
بل
إن القرآن الكريم أشار إلى ذلك، فقد قال الله تعالى ـ في ضمن آيات الصوم ـ: ﴿وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾
[البقرة: 186]
ومنها
ابتعاده عن جهنم بسبب صفاء نفسه، فقد قال رسول الله a: (من صام يوما