اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 35
والرّياء؛ فإنّه من عمل لغير الله وكله
الله إلى من عمل له)([24])،
وقال: (كلّ رياء شرك، إنّه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ومن عمل لله كان
ثوابه على الله)([25])
وقال
في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف:
110]: (الرّجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله إنّما يطلب تزكية الناس
يشتهي أن يسمّع به الناس فهذا الّذي أشرك بعبادة ربّه)، ثمّ قال: (ما من عبد أسرّ
خيرا فذهبت الأيّام أبدا حتّى يظهر الله له خيرا، وما من عبد يسرّ شرّا فذهبت
الأيّام أبدا حتّى يظهر الله له شرّا)([26])
وما
ذكره الإمام الصادق يشير إلى أن من العقوبات التي يسلطها الله على المرائين أن يسلب
منهم ذلك الفرح الهزيل البسيط الذي باعوا به رضوان الله؛ فسيتبدل به ألما وحزنا في
الدنيا قبل الآخرة، ذلك أن أولئك الذين قصدوهم بالأعمال سيرتدون عليهم، ويتحولون
من حبهم إلى بغضهم، ومثل ذلك في الآخرة، كما قال تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ
يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف:
67]
ومما
يروى في هذا أن بعضهم رؤي في المنام فقيل له: كيف وجدت أعمالك؟ فقال: (كل شيء
عملته لله وجدته، حتى حبة رمان لقطتها من طريق، وحتى هرة ماتت لنا رأيتها في كفة
الحسنات، وكان في قلنسوتي خيط من حرير فرأيته في كفة السيئات، وكان قد نفق حمار لي
قيمته مائة دينار فما رأيت له ثوابا، فقلت: موت سنور في كفة الحسنات، وموت حمار
ليس فيها! فقيل لي: إنه قد وجه حيث بعثت به، فإنه لما قيل لك قد مات، قلت: في لعنة
الله،