responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 34

يلقاها المخلصون لا يمكن وصفها، والحسرة والندامة والآلام التي تعتري المرائين لا يمكن تحديدها، لأنها ليست مرتبطة بالدنيا فقط، وإنما تظل تبعاتهم تلحقهم في كل المحال في الدنيا والآخرة.

وخلاصة البواعث الطيبة التي تحول النية من الفساد إلى الصلاح يمكن اختصارها في باعثين، كلاهما وردت به النصوص المقدسة، أحدهما يتعلق بتحصين الأعمال حتى لا يدب فيروس الرياء، فيفسدها، وثانيهما، تحصيل الأجور ومضاعفتها باستعمال إكسير النية الخالصة.

النية والتحصين:

فأول ما ينفرك عن النية السيئة، ويدفعك إلى النية الخالصة ـ أيها المريد الصادق ـ علمك بأن كل أعمالك الصالحة محفوظة في صندوق النية، فإن كانت لله، حفظت، ولم تمسها يد اللصوص، ولقيت أجورها كاملة يوم القيامة، أو قد تعجل لك بعض أجورها في الدنيا شكرا من الله تعالى.

وإن أنت لم تحفظها، ورحت تسارع إلى إظهارها والفرح بذلك، لتنال حظوظك الدنيوية بسببها من الشهرة والصيت والسمعة، وما قد يتبعها من المال والثراء؛ فإنك بذلك تكون قد بعتها أو عرضتها للصوص في الدنيا، ولن تجد لها أي جزاء في الآخرة، بل قد تجد العقوبة على استعمالك الدين في طلب الدنيا، وتوسلك بالخالق في طلب الخلق.

وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشّركاء عن الشّرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) ([23])

وروي عن الإمام الصادق أنّه قال لعبّاد بن كثير البصريّ: (ويلك يا عبّاد إيّاك

 


[23] مسلم (2985)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست