اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 331
اللصلاه الخاشعه
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الصلاة الخاشعة،
ومراتبها، وكيفية التحقق بها، والأسباب المعينة على ذلك.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الصلاة الخاشعة هي مدرسة التزكية والترقية الكبرى،
وهي معراج المؤمن، والنجاح في تأديتها، والتدرب الصحيح على أركانها وشروطها
ومستحباتها، يجعلها تؤدي دورها في الإصلاح والتهذيب، لينتقل صاحبها من أصحاب
النفوس اللوامة إلى أصحاب النفوس المطمئنة.
وبذلك؛
فإن الصلاة إن كانت خاوية من كل المعاني، لا صلة لها بالروح، ولا علاقة لها
بالتزكية، لأنها مجرد حركات جسدية، يؤديها صاحبها لرفع العتاب عنه إما من نفسه أو
غيره، أما حقيقة الأمر؛ فهو أنه من التاركين للصلاة، وإن كان في الظاهر من
الحريصين عليها.
وقد قال بعضهم مشيرا إلى ذلك: (إنّ العبد يسجد السجدة وعنده أنّه تقرّب
بها إلى الله تعالى ولو قسمت ذنوبه في سجدته على أهل مدينته هلكوا، قيل: وكيف ذاك؟
قال: يكون ساجدا عند الله وقلبه مصغ إلى هوى ومشاهد لباطل قد استولى عليه)
وفي
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها، ولا ثلثها ولا
ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها)، وكان يقول: (إنما يكتب للعبد من صلاته ما
عقل منها) ([668])
وروي
عن الإمام الصادق أنه قال: (و الله إنّه ليأتي على الرجل خمسون سنة ما قبل