وسأله
آخر: أدعو وأنا ساجد؟ فقال: (نعم، فادعُ للدنيا والآخرة، فإنّه ربِّ الدنيا
والآخرة) ([666])
وقال
بعضهم للإمام الكاظم: علّمني دعاء، فإني قد بليت بشيء ـ وكان قد حُبِس ببغداد حيث
أتُّهم بأموالهم ـ فكتب إليه: (إذا صلّيت فأطل السجود ثم قُل: (يا أحد من لا أحد
له) حتى ينقطع النفس، ثُم قُل: (يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلاّ جوداً وكرماً)
حتى تنقطع نفسك، ثم قل (يا رب أنت أنت أنت الذي انقطع الرجاء إلاّ منك، يا علي يا
عظيم)، قال الرجل: فدعوت به ففرّج الله عني وخلّي سبيلي([667]).
هذا
جوابي ـ أيها المريد الصادق ـ عن أسئلتك؛ فاحرص على أن تمتطي هذه الوسيلة العظيمة،
لتزكي نفسك وتطهرها، وترتقي بها إلى تلك العوالم الجميلة التي سار إليها رسل الله
وأئمة الهدى والصالحون السائرون على دربهم.