اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 325
تطوف عليه، فوجدته، وهو ساجد باك، يقول: (سجد
لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي، أبوء إليك بالنعم، واعترف لك بالذنب العظيم، عملت
سوءً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذنب العظيم إلاّ أنت، أعوذ بعفوك من
عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ برحمتك من نقمتك وأعوذ بك منك، لا أبلغ مدحك
والثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك استغفرك واتوب إليك)([643])
وهكذا
كان أئمة الهدى من بعده، فقد روى بعضهم أنه اتبع الإمام السجاد إلى الصحراء، فوجده
ساجداً على حجارة خشنة فأحصى عليه ألف مرة: (لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله
إلا الله تعبداً ورقاً، لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً، ثم رفع رأسه)([644])
وحدث
الإمام الباقر عن كثرة سجود أبيه السجاد، فقال: (إنّ أبي ماذكر لله عزَّ وجلَّ
نعمة عليه إلاّ سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله فيها سجدة إلاّ سجد، ولا دفع الله
عنه شراً يخشاه أو كيد كائد إلاّ سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلاّ سجد، ولا وفق
لاصلاح بين اثنين إلاّ سجد، وكان كثير السجود، في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد
لذلك)([645])
وعنه
قال: (كان أبي في موضع سجوده آثار نابتة فكان يقطعها في السنة مرتين، في كلِّ مرة
خمس ثفنات، فسمي ذو الثفنات) ([646])
وقال
الإمام الصادق: (كان علي بن الحسين إذا قام إلى الصلاة تغير لونه، فإذا سجد لم
يرفع رأسه حتى يرفض عرقاً. ثم يرفع رأسه من السجدة الاُولى ويقول: اللهمَّ أعفُ
عني