responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 322

وهو التراب، وإن أمكنك أن لا تجعل بينهما حائلا فتسجد على الأرض فافعل فإنّه أجلب للخضوع وأدلّ على الذلّ، وإذا وضعت نفسك موضع الذلّ فاعلم أنّك وضعتها موضعها ورددت الفرع إلى أصله، فإنّك من التراب خلقت وإليه رددت، فعند هذا جدّد على قلبك عظمة الله وقل: (سبحان ربّي الأعلى) وأكّده بالتّكرار فإنّ المرّة الواحدة ضعيفة الآثار، فإذا رقّ قلبك وطهر لبّك فليصدق رجاؤك في رحمة ربّك، فإنّ رحمته تتسارع إلى الضعف والذّلّ لا إلى التكبّر والبطر فارفع رأسك مكبّرا وسائلا حاجتك ومستغفرا من ذنوبك، ثمّ أكّد التواضع بالتكرار وعد إلى السجود ثانيا كذلك) ([631])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن السجود من أعظم الوصفات العلاجية للنفس، وخاصة إن كانت متمردة مستكبرة ممتلئة بالذنوب والغفلة، وقد ورد في الحديث أن رجلا جاء إلى رسول الله a فقال: (يا رسول الله كثرت ذنوبي وضعف عملي)، فقال رسول الله a: (أكثر السّجود.. فإنه يحطّ الذنوب كما تحطّ الرّيح ورق الشجر)([632])

وفي حديث آخر أن رجلا جاء إلى النبي a فقال: (علّمني عملاً يحبّني الله عليه، ويحبنّي المخلوقون، ويثري الله مالي، ويصحّ بدني، ويطيل عمري، ويحشرني معك)، فقال a: (هذه ستّ خصال تحتاج إلى ستّ خصال: (إذا أردت أن يحبّك الله، فخفه واتّقه.. وإذا أردت أن يحبّك المخلوقون، فأحسن إليهم وارفض ما في أيديهم.. وإذا أردت أن يثري الله مالك فزكّه.. وإذا أردت أن يصحّ الله بدنك، فأكثر من الصّدقة.. وإذا أردت أن يطيل الله عمرك، فصل ذوي أرحامك.. وإذا أردت أن يحشرك الله معي، فأطل السّجود بين يدي الله


[631] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌1، ص: 392

[632] بحار الأنوار: 82/ 163، عن: أمالي الصدوق ص299.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست