responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 296

وتباركه وتزكيه) ([582])

ثم ذكر تجربته مع القرآن الكريم، والمشاعر الجميلة التي جعلته ينسى أنه في غياهب السجن مع قائمة طويلة تصاحبه من الأمراض، فقال:(والحمد لله.. لقد منَّ علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي.. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه)

ثم ذكر السر في ذلك، وهو التعامل الصحيح مع القرآن الكريم، والذي ينطلق من الحياة معه، واستماعه من الله مباشرة، فقال:(لقد عشت أسمع الله سبحانه يتحدث إلي بهذا القرآن.. أنا العبد القليل الصغير.. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم؟)

ومن هذا المنطلق المليء بالكرامة والعزة، نظر من علو إلى الأرض، (وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة.. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال.. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال.. وأعجب.. ما بال هؤلاء الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟)

ثم ذكر في مقابل ذلك المعاني الجميلة التي يجدها في القرآن الكريم، والتي لا يمكن أن يقارن بها شيء من الفلسفات والأفكار؛ فقال: (عشت أتملى في ظلال القرآن ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود.. لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني.. وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية، في شرق وغرب، وفي شمال وجنوب.. وأسأل.. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن، وفي الدرك الهابط، وفي


[582] في ظلال القرآن: 1/10.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست