responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 295

الحياة الجميلة السعيدة، بل يصور الموت بصورة الوهم الذي لا وجود له.

وهكذا تستشعر عند قراءتك لقوله تعالى:﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (الضحى:9 ـ 11) أن الله تعالى وضع بين يديك أسواقا للتجارة الرابحة، تشغلك عن آلامك، وترسم السعادة على شفتيك، فلا يرسم السعادة مثل التبشير بالسعادة.

ومثل ذلك قراءتك لسورة الشرح، وقد روي عن بعض الصالحين، أنه ألح عليه الغم، وضيق الصدر، وتعذر الأمور، حتى كاد يقنط، فكان يوماً يمشي، وهو يقول:

أرى الموت لمن أمسى على الذلّ له أصلح

فهتف به هاتف، يسمع صوته، ولا يرى شخصه، أو أري في النوم كأن قائلاً يقول:

إذا ضاقت بك الدنيا ***   *** ففكر في ألم نشرح
فعسر بين يسرين ***   *** متى تذكرهما تفرح
فإنّ العسر مقرون ***   *** بيسرين فلا تبرح

قال: فواصلت قراءتها في صلاتي، فشرح الله صدري، وأزال همي وكربي، وسهل أمري.

وهكذا ـ أيها المريد الصادق ـ يمكنك أن تقرأ القرآن الكريم لأي ظرف تمر به، وستشرى المشاعر الجميلة التي يسعدك الله بها.

وسأذكر لك نموذجا لشخص عاش فترة طويلة في السجن، ولم يكن له أنيس فيه إلا القرآن الكريم، وقد أخبر عن مشاعره التي جعلته ينشغل عن السجن وآلامه، في كتاب له قال في مقدمته: (الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها. نعمة ترفع العمر

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست