responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 294

صحبة الله يبني الدار الآخرة ويشيد قصورها.. وهذا وحده يقضي على كل داء، ويحل كل عافية.

وهكذا تستشعر عند قراءتك لقوله تعالى:﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾(الضحى:5) أن علاج العلل لا يقتصر على ذكر الآخرة، فالله رب الدنيا والآخرة، وعطاؤه عاجل وآجل، نقد ونسيئة، فلذلك يقول الله تعالى للمتألم، وهو يغرس فيه زهور الأمل:(سيعطيك ربك عطاء يرضيك، ويزرع البسمة في وجدانك، ويمحو كل الآلام التي غرسها اليأس والحزن في جوانحك.. فالله تعالى بجوده الذي لا يتناهى يجعل أمدا للعطاء هو الرضى الكامل، فالله لا يعطيك فقط، بل يعطيك ليرضيك، وفرق كبير بين من يعطي، ومن يرضي)

وهكذا تستشعر عند قراءتك لقوله تعالى:﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى﴾ (الضحى:6 ـ 8) أنواعا كثيرة من المشاعر الجميلة؛ فهي تغرس السكينة في النفس، والطمأنينة في الوجدان، وهي تبشر المتألم بأن الذي رعاك سابقا لن يضيعك لاحقا، والذي لم يعرف منه إلا الجود يستحيل عليه البخل.. ولذلك كان الحديث عن النعم وتعدادها ترياقا للآلام ودواء للأحزان، وفرق كبير بين من يقول للفقير:(أنت فقير)، وبين من يقول له:(أنت غني) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان.

وفرق كبير بين من يجعل المرض نوعا من أنواع الصحة، وبين من يجعله مرتعا من مراتع الأسف، وقد قال r وهو يعاملنا كيف نتعامل مع المرضى:(إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئا وهو يطيب بنفس المريض)([581])

وفرق كبير بين من يصور الموت بصورة الشبح المخيف، وبين من يصوره بصورة


[581] الترمذي (2087)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست