responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 293

الدعاء الذي أخبر رسول الله a أنه يزيل الهم والحزن، فقال:(ما أصاب عبدا قطّ همّ ولا حزن، فقال: اللهمّ إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي، إلّا أذهب الله همّه وغمّه، وأبدله مكانه فرحا)، قالوا: يا رسول الله أفلا نتعلّمهنّ؟ قال: (بلى ينبغي لمن سمعهنّ أن يتعلّمهنّ) ([580])

وكمثال على ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ يقرب لك ذلك قراءتك لسورة الضحى، وهي السورة التي يخاطب الله تعالى فيها رسوله r، وهو يواجه الفتن بجميع أنواعها، يدعوه إلى البشارة والأمل، ذلك أنه لا يمكن أن يواجه كل تلك التحديات بصدر منقبض، ونفس يائسة، وقلب ضيق.

فإذا استشعرت أن ذلك الخطاب موجه لرسول الله a، وفي ظل تلك الظروف التي مر بها، سيكون مختلفا تماما عن شعورك بأن الخطاب موجه لك، وفي أي ظرف تمر به..

فتستشعر عند قراءتك لقوله تعالى:﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾(الضحى:3)، معية الله وحضوره الدائم مع عباده، فهو لم يتركهم، ولم يهجرهم، ولم يودعهم ولم يقلهم، بل هو معهم يكلؤهم ويرعاهم ويداوي جراحهم.. وهذا هو العلاج الأول لكل كرب وألم وحزن.

وهكذا تستشعر عند قراءتك لقوله تعالى:﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى﴾(الضحى:4) المستقبل الجميل الذي ينتظر كل إنسان استظل بظل الله، فالآخرة خير في جمالها وسعادتها ودوامها، فلا يحزن على المستقبل، كما لا يندم على الماضي، من راح في


[580] أحمد (712) وابن حبان (2372) والحاكم (1/ 509)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست