responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 290

عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا&﴾ [النساء: 41، 42]، قال: حسبك الآن، فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان([574]).

ومما يعينك على ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ ما اتفق عليه الدالون على طريق الله من الحكماء ـ بحسب التجارب التي عاشوها ـ وهي أن يترقّى التالي لكتاب الله، من سماعه لنفسه إلى سماعه من ربه، وقد ذكروا لذلك أن للقراءة ثلاث درجات([575]):

أدناها أن يقدّر العبد كأنّه يقرؤه على الله تعالى واقفا بين يديه، وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله عند هذا التقدير السؤال والتملّق والتضرّع والابتهال.

والثانية أن يشهد بقلبه كأنّ ربّه يخاطبه بألطافه، ويناجيه بإنعامه وإحسانه، فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم.

والثالثة أن يرى في الكلام المتكلّم، وفي الكلمات الصفات؛ فلا ينظر إلى نفسه، ولا إلى قراءته، ولا إلى تعلّق الإنعام به من حيث إنّه منعم عليه، بل يكون مقصور الهمّ على المتكلّم، موقوف الفكر عليه كأنّه مستغرق بمشاهدة المتكلّم عن غيره.

والدرجة الأخيرة هي درجة المقرّبين التي أشار إليها الإمام الصادق بقوله: (و الله لقد تجلّى الله لخلقه في كلامه ولكن لا يبصرون)([576]).

وأشار آخر إلى هذا، وقد سألوه عن حالة شديدة من الخشوع لحقته في الصلاة، فقال: (ما زلت أردّد الآية على قلبي، وعلى سمعي، حتّى سمعتها من المتكلّم بها؛ فلم يثبت جسمي


[574] البخاري (5050)، ومسلم (800) 248.

[575] إحياء علوم الدين (1/ 287)

[576] بحار الأنوار (92/ 107)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست