responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 289

كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (﴾ [طه: 83 - 85]، فيعلم أن العقبات كثيرة؛ فيمتلئ بالخوف والحذر.

وهكذا في الموضع الواحد تمر عليه المشاعر المتعددة، كما عبر عن ذلك بعضهم، فقال: (نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيئا أرق للقلوب، ولا أشدّ استجلابا للحزن من قراءة القرآن وتفهّمه وتدبّره، فتأثّر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوّة فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته كأنّه يكاد يموت، وعند التوسيع ووعد المغفرة يستبشر كأنّه يطير من الفرح، وعند ذكر صفات الله وأسمائه يتطأطأ خضوعا لجلاله واستشعارا لعظمته، وعند ذكر الكفّار وما يستحيل على الله تعالى كذكرهم لله ولدا وصاحبة يغضّ صوته وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالهم، وعند وصف الجنّة ينبعث بباطنه شوقا إليها، وعند وصف النّار يرتعد فرائصه خوفا منها)

وبما أن الغالب على القرآن الكريم تحذير العباد من كل العقبات التي تحول بينهم وبين السعادة التي تنتظرهم؛ فإن الغالب على المنفعلين للقرآن الكريم ذلك الوجل والخوف المختلط بالشوق، مثل ذلك الذي يريد أن يقدم على مسابقة تتعلق بها مصالحه جميعا، لكنه لم يحضر لها جيدا؛ فلذلك تختلط مشاعر الألم بالحزن والعزيمة وغيرها من المشاعر، كما عبر عن ذلك بعضهم، فقال: (والله ما أصبح اليوم عبد يتلو هذا القرآن يؤمن به إلّا كثر حزنه، وقلّ فرحه، وكثر بكاؤه، وقلّ ضحكه، وكثر نصبه وشغله، وقلّت راحته وبطالته)

وقد روي عن رسول الله a أنه قال لابن مسعود: اقرأ على القرآن، فقال ابن مسعود: يا رسول الله a! أقرأ عليك،وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء، حتى جئت إلى هذه الآية ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست