اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 270
حمال
وجوه؛ فلذلك على العاقل أن يحمله على أحسن وجوهه، حتى لا يضل أو يضل.
وأول ذلك تحكيم المتشابه إلى المحكم، كما قال تعالى: ﴿هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7]
وفي
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى
الله فاحذروهم) ([546])
وفي
حديث آخر أن رسول الله a قرأ تلك الآيات، ثم قال: (قد حذركم الله، فإذا رأيتموهم فاعرفوهم) ([547])
وعن
الإمام الصادق أنه قال: (إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار، وفيه
محكم ومتشابه، فأما المحكم فيؤمن به ويعمل به ويدين به، وأما المتشابه فيؤمن به
ولا يعمل به، وهو قول الله: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾)([548])
ولذلك عليك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تفهم القرآن الكريم من خلال
عرض آياته بعضها على بعض حتى لا تقع في تلك الانحرافات التي حذر منها رسول الله a..
والتي وقعت فيها أمته من بعده.
ومن
الأمثلة على ذلك ما ورد في القرآن الكريم من ذكر اليد مضافة لله تعالى، لأن