responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 271

العرب عندما تضيف اليد لأي كان قد تريد بذلك اليد التي هي الجارحة، وتريد بها أيضا معاني أخرى مثل: القوة والنعمة والعطاء والثواب والهداية والنصرة والحفظ وغيرها.

وبما أن الأمر كذلك، فاليد المنسوبة لله، تعتبر من المتشابهات، والتي لا يمكن القطع بمعناها إلا بعرضها على المحكم القرآني الذي ينزه الله تعالى عن الجسمية والتركيب ومشابهة مخلوقاته، وهو ما يقوله الراسخون في العلم.

أما المعرضون عن المحكم، والآخذون بالمتشابه، فقد أعرضوا عن ذلك؛ فلم يفوضوا المراد منها لله تعالى من باب الاحتياط والتورع، ولم يؤولوها بما يتناسب مع كلام العرب، وإنما راحوا يحملونها على ظواهرها؛ فنسبوا لله تعالى اليد بمعناها الظاهر، ونسبوا له غيرها من الجوارح، فوقعوا في التجسيم والتشبيه.

ومما يعينك على ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ رجوعك للراسخين في العلم أولئك الذين أوصى رسول الله a بالرجوع إليهم لفهم القرآن، والتفريق بين محكمه ومتشابهه، وإياك والرجوع لأولئك الذين ارتضوا لليهود أن يفسروا كتابهم، فملأوه بكل أنواع الخرافة والدجل.

وقد روي أن بعضهم جاء للإمام علي، وطرح عليه الآيات المتشابهات، وطلب منه أن يفك غموضها له، وسأذكر لك بعض ما ذكره ليكون عبرة لك، ووسيلة تفهم من خلالها لغة القرآن الكريم ومقاصده.

فمن ذلك أنه سأله عن النسيان الوارد في القرآن الكريم والمضاف لله تعالى، فقال له الإمام علي: (فأما قوله تعالى: ﴿نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾إنما يعني نسوا الله في دار الدنيا لم يعملوا بطاعته، فنسيهم في الآخرة ـ أي لم يجعل لهم من ثوابه شيئاً، فصاروا منسيين من الخير، وكذلك تفسير قوله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا﴾يعني بالنسيان انه لم

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست