اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 253
ولأمّتك كنزاً من كنوز
عرشي: (فاتحة الكتاب، وخاتمة سورة البقرة)([504])
وعن ابن عباس قال: بينما جبريل عليه
السلام قاعدٌ عند النبي a سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال:
(هذا باب من السماء لم يفتح إلا اليوم، فنزل منه ملكٌ)، فقال: (هذا ملكٌ نزل إلى
الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌ
قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته)([505])
ومثل
ذلك ما ورد في فضائل سورة البقرة وآل عمران، فقد أخبر a عن الكثير من الخصائص التي خصهما
الله بها، ومنها ما عبر عنه a بقوله: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرأوا
الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما
فرقانٌ من طير صواف يحاجان عن صاحبهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها
حسرةٌ ولا تستطيعها البطلة)([506]) وفي رواية: (ما من عبد يقرأ
بها في ركعة قبل أن يسجد ثم سأل الله شيئا إلا أعطاه إن كادت لتحصى الدين كله) ([507])
فهذا
الحديث يؤكد ما ذكرته لك ـ أيها المريد الصادق ـ من أن السور القرآنية بمثابة
الكائنات الحية التي كلفت بوظائف خاصة لا تنال إلا من هو أهل لها.. ولذلك كان
لقراءتها والاهتمام بها وصحبتها تأثيرها الكبير في تحصيل تلك المنافع الخاصة بها.
ويشير
إلى ذلك ما ورد في فضل سورة الكهف؛ فقد روي أن رجلا كان يقرأ سورة الكهف وعنده
فرسٌ مربوطة بشطنين فتغشته سحابةٌ فجعلت تدنو، وجعل فرسه ينفر