responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 254

منها، فلما أصبح أتى النبي a فذكر له ذلك، فقال: (تلك السكينة تنزلت للقرآن) ([508])

وهو ما يشير أيضا إلى أن كل تلك المعاني من السكينة والرحمة وغيرها ليست مجرد وجودات ذهنية، وإنما لها وجودها الواقعي.. وفي هذا الحديث إشارة إلى أن قراءة سورة الكهف سبب لتنزل السكينة.

وذلك يشبه ـ أيها المريد الصادق ـ ما تحدثه تلك الأدوية أو الأغذية المفرحة التي إذا تناولها الإنسان يشعر بالفرح، وتزول عنه الكآبة.. فهكذا الذي يقرأ تلك السور الخاصة بهذا، يعطيه الله تعالى ما يرتبط بها من السكينة والفرح والسرور.

وقد أشار إلى ذلك قوله a عن سورة الشرح: (من قرأها أعطاه الله اليقين والعافية، ومن قرأها على ألمٍ في الصدر وكتبت له شفاه الله)([509])

وقال الإمام الصادق: (إذا عسر عليك أمر، فصلّ عند الزوال ركعتين تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وإنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً إلى قوله وينصرك الله نصراً عزيزاً، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وألم‌ نشرح‌ لك صدرك) ([510])

فالحقائق التي تحويها هذه السور جميعا لها تأثيرها في إزالة الكرب والكآبة؛ فسورة الشرح مثلا تتحدث عن الهبات الإلهية، وتُذكّر بأيام المحن والصعاب التي مر بها رسول الله a، وكيف يسر الله له تجاوزها، وتذكر بأن الله تعالى سيبدل العسر بيسرين.. وغيرها من المعاني التي تحويها السورة، والتي لها آثارها الكبيرة في إزالة الوحشة والكآبة.

ولهذا يعتبرها الحكماء علاجا للكآبة، وقد قال بعضهم معبرا عن ذلك:


[508] البخاري (4839)، ومسلم (795)

[509] البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 183.

[510] القمي، سفينة البحار، ج 5، ص 166.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست