responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 252

فيها كل الحقائق والقيم، لتذكرها النفس بسهولة ويسر، ولذلك ورد الأمر بقراءتها في كل صلاة، قال a: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداجٌ ـ ثلاثا ـ غير تمام)([501])

وقد فسر رسول الله a سر ذلك، فقال حاكيا عن ربه عز وجل: (قال الله عز وجل: قَسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الفاتحة: 2)، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (الفاتحة: 3)، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ (الفاتحة: 4)، قال: مجدني عبدي فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (الفاتحة: 5)، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ (الفاتحة: 6، 7)، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)([502])

وتذكر هذا الحوار أثناء قراءتها ـ أيها المريد الصادق ـ له دور كبير في التواصل مع الله تعالى، والشعور بقربه ورحمته وكرمه ولطفه.. وذلك مما يهذب النفس ويزكيها، ويرفعها إلى أعلى درجات الكمال.

ولهذا ذكر الإمام الصادق أنها كانت بمثابة الطامة الكبرى على المشروع الشيطاني، فقال: (إنّ إبليس رنّ رنيناً لمّا بعث الله نبيّه a على حين فترة من الرسل، وحين أُنزلت أمّ القرآن)([503])

وأخبر a عن نعمة الله عليه وعلى أمته بها، فقال: (منّ عليّ ربّي وقال لي: (يا محمّد.. أرسلتك إلى كلّ أحمر وأسود، ونصرتك بالرّعب، وأحللت لك الغنيمة، وأعطيتك لك


[501] مسلم (395)، والترمذي (2953)، والنسائي 2/135- 136.

[502] مسلم (395)، والترمذي (2953)، والنسائي 2/135- 136.

[503]تفسير القمي ص26.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست