responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 251

سورة قرآنية، بل مع كل عمل، فقد أخبر رسول الله a عن كونها مصدرا لبركة كل ما تفتتح به، ومحق كل ما لم تفتتح به، فقال: (من حزنه أمر تعاطاه فقال: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ وهو يخلص لله، ويُقبل عليه بقلبه إليه، لم ينفك عن إحدى اثنتين: إمّا بلوغ حاجته، وإما ما يعد له ويدخر لديه، وما عند الله خير وأبقى)([499])

وقال الإمام السجاد: (قولوا عند افتتاح كلّ أمرٍ صغيرٍ أو عظيمٍ: (﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، أي أستعين على هذا الأمر بالله الذي لا تحقّ العبادة لغيره، المغيث إذا استُغيث، والمجيب إذا دُعي، ﴿الرحمن﴾ الذي يرحم ببسط الرزق علينا، الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا، خفّف علينا الدِّين وجعله سهلاً خفيفاً، وهو يرحمنا بتميّزنا عن أعدائه)([500])

بل إن القرآن الكريم نفسه أشار إلى ذلك، فقال: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 121]

وبذلك يمكن تصور البسملة بصورة الكائن الحي الذي بمجرد أن تردد ألفاظه بلسانك، وتستقر معانيه في قلبك، يقوم بالأدوار المكلف بها خير قيام.

وكيف لا يكون للبسملة تلك الأدوار، وهي تحوي كل الحقائق المرتبطة بجميع الأشياء أعيانها وأحداثها، ولذلك كان في ذكرها تذكيرا للنفس بأن ما تقدم عليه هو من الله وبتوفيقه وبركته، وتحذر في نفس الوقت من أن تمارس بذلك ما يخالف رضا ربها الذي وهبها تلك النعم.

وهكذا الأمر بالنسبة لسورة الفاتحة، التي هي أم الكتاب، والتي اختصر الله تعالى


[499] بحار الأنوار: 89/245.

[500] تفسير الإمام ص9 ـ 24.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست