اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 244
قارئها بلوى الآخرة، ولمستمع آية
من كتاب الله خيرٌ من ثبير ذهباً، ولتالي آية من كتاب الله أفضل مما تحت العرش إلى
أسفل التخوم)([482])
وذكر
الإمام الرضا يوماً القرآن، فعظّم الحجّة فيه، والآية المعجزة في نظمه، ثم قال:
(هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدِّي إلى الجنة، والمنجي
من النار، لا يخلق من الأزمنة، ولا يغثُّ على الألسنة، لأنّه لم يُجعل لزمانٍ دون
زمان، بل جُعل دليل البرهان، وحجّة على كلّ إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه،
ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد)([483])
ومما يعينك على ذلك ـ أيضا ـ تدبرك لتلك الأدعية التي تقال عند
تلاوته أو عند ختمه، والتي تبين عظمته وقيمته وشرفه والأنوار التي يظفر بها من
أحسن التعامل معه، ومن تلك الأدعية ما كان يقوله الإمام الصادق حين يأخذ المصحف
للقراءة، فقد كان يقول: (اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك
محمد بن عبدالله، وكلامك الناطق على لسان نبيك، جعلته هاديا منك الى خلقك، وحبلا
متصلا فيما بينك وبين عبادك.. اللهم إني نشرت عهدك وكتابك.. اللهم فاجعل نظري فيه
عبادة، وقراءتي فيه فكرا، وفكري فيه اعتبارا، واجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه،
واجتنب معاصيك، ولا تطبع عند قراءتي على سمعي، ولا تجعل على بصري غشاوة، ولا تجعل
قراءتي قراءة لا تدبّر فيها، بل اجعلني أتدبّر آياته وأحكامه، آخذا بشرائع دينك،
ولا تجعل نظري فيه غفلة، ولا قراءتي هذرا، إنك أنت الرؤوف الرحيم)([484])