responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24

أما المدرسة الثانية ـ أيها المريد الصادق ـ فهي مدرسة الصلاة، وقد أشار القرآن الكريم إلى أهميتها وضرورتها في السير إلى الله؛ فقال: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ (العنكبوت:45)

وهي تشير إلى أن من أدوار الصلاة الكبرى التي شرعت من أجلها الدور التطهيري، بنهيها صاحبها عن الفحشاء والمنكر، ومثل ذلك ما ورد في تهذيب نفس المداوم عليها، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ [المعارج: 19 - 23]

ولهذا ورد في الأحاديث الكثيرة ما يبين دور الصلاة في تطهير الإنسان من الرذائل، والتي قد يكنى عنها بالسيئات والخطايا، ففي الحديث عن رسول الله a أنه قال مخاطبا أصحابه: (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه ؟)، قالوا: لا يبقي من درنه شيئا، قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بها الخطايا)([6])

فهذا الحديث لا يشير فقط إلى تطهير سجل المؤمن من السيئات، وإنما يشير إلى تطهير نفسه منها أيضا، وذلك بحسب تعامله معها، وحرصه عليها، وخشوعه فيها.. فهي مثل العلاج الذي يقضي على كل الأمراض مهما كانت مستفحلة، لكن بشرط أدائه في وقته، ومع الحمية المناسبة له.ولا أرى ـ أيها المريد الصادق ـ أي داع لذلك الخلاف الذي انتشر بين الفقهاء حول نوع الخطايا التي تكفرها الصلاة، وهل هي الكبائر أم الصغائر، ذلك أن قوة الصلاة في محو الخطايا تخلف باختلاف اهتمام صاحبها بها، وهي في ذلك تشبه تركيز الدواء، فقد يكون


[6] البخاري- الفتح 2 (528) ومسلم (667)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست