اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 25
الدواء
خفيفا للدرجة لا يمكنه أن يحدث أي تغيير، وقد يتوهم صاحب الدواء أنه يستعمله، لكنه
لا يفعل ذلك، وقد تكون قوية شديدة الفاعلية والتأثير، بحيث تغير صاحبها تغييرا
كليا، كما ورد في بعض الآثار: (إنّ الرجلين ليقومان إلى الصلاة وركوعهما وسجودهما
واحد، وإنّ ما بين صلاتيهما ما بين السماء والأرض)
وقد
روي عن الإمام الصادق أنه قال: (و الله إنّه ليأتي على الرجل خمسون سنة ما قبل
الله منه صلاة واحدة، فأيّ شيء أشدّ من هذا، والله إنّكم لتعرفون من جيرانكم
وأصحابكم من لو كان يصلّي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها، إنّ الله لا يقبل
إلّا الحسن فكيف يقبل ما استخفّ به)([7]))
ولهذا
ورد في الحديث عن عمار بن ياسر أنه صلى صلاة فأخفها، فقيل له: خففت يا أبا اليقظان
فقال: هل رأيتموني نقصت من حدودها شيئا ؟ قالوا: لا قال: إني بادرت سهو الشيطان،
إن رسول الله a قال:
(إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها، ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا
سدسها ولا عشرها)، وكان يقول: (إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها) ([8])
وروي
أنه بينما كان رسول الله a جالسا
في المسجد إذ دخل رجل فقام فصلّى فلم يتمّ ركوعه ولا سجوده، فقال a: (نقر
كنقر الغراب، لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتنّ على غير ديني)([9])
لذلك
كانت الصلاة مفتقرة للصبر، لأنها لا يمكن أن تؤدي دورها في التهذيب