responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23

كانت داخلية كغلبة الشهوة والغضب، أو خارجية كوساوس شياطين الإنس والمجتمع.

ولكون الحرب بين هذين الباعثين دائمة مستمرة؛ فإن الصبر هو المدد الذي يظل الإنسان محتاجا إليه كل حين إلى أن يلقى ربه، كما قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، وهو معنى المرابطة في الصبر الوارد في الآية التي تأمر بالصبر بكل أنواعه.

وسبب الحاجة إلى المرابطة في الصبر هو أن الشياطين تظل مناصرة لباعث الهوى، والذي قد ينتصر على باعث الدين إن افتقد للصبر والعزيمة عليه.

وكما أن الثبات في المعارك مختلف الدرجات؛ فكذلك الصابرون؛ درجاتهم مختلفة بحسب ثبات باعث الدين فيهم، كما عبر بعضهم عن ذلك عند حديثه عن الموقف من الصبر عند الشدائد، فقال: (أهل الصبر على ثلاث مقامات: الأول: ترك الشكوى، وهذه درجة التائبين، الثاني: الرضا بالمقدر، وهذه درجة الزاهدين، الثالث: المحبة لما يصنع به مولاه، وهذه درجة الصديقين)

وروي أن الإمام الباقر قال لجابر، وقد رآه مريضا: كيف تجد حالك؟ قال جابر: أنا في حال الفقر أحب إليّ من الغنى، والمرض أحب اليّ من الصحة، والموت أحب إلي من الحياة. فقال له الامام: (أما نحن أهل البيت، فما يرد علينا من الله من الفقر والغنى والمرض والصحة والموت والحياة، فهو أحب إلينا)([5])

وهكذا يمكنك أن تجد في كل عمل المراتب المختلفة، والتي تدل على درجة صبر صاحبها؛ فبقدر صبره بقدر مرتبته ودرجته.

مدرسة الصلاة:


[5] جامع السعادات، ج‌3، ص: 285.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست