اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 239
وليس عليك ـ أيها المريد الصادق ـ حرج
في أن تستمع للقراءات الجميلة المؤثرة، فإن لك أجرا عظيما بسماعك، وقد روي عن بعض
القراء أنه سأل
الإمام الباقر، فقال: إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال: إنّما
تراءى بهذا أهلك والناس، فقال له الإمام: (اقرأ قراءة بين القراءتين تسمع أهلك
ورجّع بالقرآن صوتك فإنّ الله تعالى يحبّ الصوت الحسن، ترجّع به ترجيعا)([468])
وفي الحديث عن ابن مسعود قال: قال لي النبي a: اقرأ على القرآن، قلت: يا رسول الله أقرأ عليك،وعليك أنزل؟ قال:
إني أحب أن أسمعه من غيري،
فقرأت عليه سورة النساء، حتى جئت إلى هذه الآية ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ
كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾
[النساء: 41]،
قال: حسبك الآن،فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان([469]).
ومن
الآداب ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجتهد في قراءته في بيتك، لأنّه يوفر البركة له،
ويبعدك عن آفات الأعمال إلا إذا كان في قراءتك في غيره تشجيعا لهم على القراءة، أو
دعوة لهم إليها، فقد روي في الحديث عن رسول الله a: (نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن،
ولا تتّخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى، صلّوا في الكنائس والبيع، وعطّلوا
بيوتهم؛ فإنّ البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتّسع أهله، وأضاء لأهل
السماء كما يضيء نجوم السماء لأهل الدنيا)([470])
وعن
الإمام علي أنه قال: (البيت الّذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله فيه تكثر بركته
وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكواكب لأهل
الأرض،