اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 240
وإنّ البيت الّذي لا يقرأ فيه القرآن ولا
يذكر الله فيه تقلّ بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)([471])
وقال
الإمام الصادق أنه قال: (إنّ البيت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءاه
أهل السماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدرّيّ في السماء)([472])
واجتهد ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجمع بين الحسنيين: القراءة
والصلاة، فقد ورد ما يدل على فضل ذلك وتأثيره، ففي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (قراءة القرآن في
الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من
ذكر الله تعالى، وذكر الله تعالى أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام
جُنّةٌ من النار)([473])
وعن الإمام
الحسين أنه قال: (من قرأ آية من كتاب الله في صلاته قائما يكتب له بكلّ حرف مائة
حسنة، فإن قرأها في غير صلاة كتب له بكلّ حرف عشر حسنات، فإن استمع القرآن كتب له
بكلّ حرف حسنة فإن ختم القرآن ليلا صلّت عليه الملائكة حتّى يصبح، وإن ختمه نهارا
صلّت عليه الحفظة حتّى يمسي وكانت له دعوة مجابة، وكان خيرا له ممّا بين السماء
إلى الأرض)([474])
وعن الإمام الباقر أنه قال: (من
قرأ القرآن قائما في صلاته كتب له بكلّ حرف مائة حسنة، ومن قرأ في صلاته جالسا كتب
له بكلّ حرف خمسون حسنة، ومن قرأه في غير صلاة مدارس
وهكذا،
فإن فضل القراءة مرتبط بمدى الجهد المبذول فيها، ولا يحرم القارئ والمستمع من أدنى
الأجور، وإن كان الأجر الأعظم للأكثر اجتهادا وتدبرا، وقد روي عن الإمام السجاد
أنه قال: (من استمع حرفا من كتاب الله من غير قراءة كتب الله له به حسنة ومحا عنه
سيّئة ورفع له درجة، ومن قرأ نظرا من غير صوت كتب الله له بكلّ حرف حسنة ومحا عنه
سيّئة ورفع له درجة، ومن تعلّم منه حرفا ظاهرا كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه
عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات، لا أقول: بكلّ آية ولكن بكلّ حرف باء أو تاء أو
شبههما، ومن قرأ حرفا ظاهرا وهو جالس في صلاة كتب الله له به خمسين حسنة، ومحا عنه
خمسين سيّئة، ورفع له خمسين درجة، ومن قرأ حرفا وهو قائم في صلاته كتب الله له
بكلّ حرف] مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيّئة، ورفع له مائة درجة، ومن ختمه كانت له
دعوة مستجابة مؤخّرة أو معجّلة)([476])
وفي
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنةٌ مضاعفةٌ،
ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة) ([477])، فهذه رخصة عظيمة، وهي لأهل عصرنا
أسهل وأيسر، ذلك لأنه يمكنهم الاستماع إليه، ومن القراء الذين يرغبون، وفي كل
المحال، وبأيسر الوسائل.
وهكذا
يمكنك ـ
أيها المريد الصادق ـ أن تقرأ من المصحف أو من دونه، وفي كل أحوالك سائرا أو جالسا أو مضطجعا،
وعظم الأجر بقدر حضور قلبك وخشوعك