ومثل
ذلك نجد ما ورد في أحكام شعائر الحج من رمى الجمار، والمرتبط أيضا ـ حسبما هو متفق
عليه بين الأمة جميعا ـ على ما فعله إبراهيم عليه السلام، ففي الرواية عن الإمام
علي والإمام السجاد والإمام الكاظم أن علة رمي الجمرات هي مواجهة نبي الله إبراهيم
عليه السلام الشيطان حينما أراد أن يذبح ولده إسماعيل عليه السلام([402]).
وفي
الحديث عن رسول الله a قال: (لما أتى إبراهيم خليل الله عليه السلام المناسك، عرض له
الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات، حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند
الجمرة الثانية، فرماه بسبع حصيات، حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له في الجمرة
الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض. قال ابن عباس: الشيطان ترجمون، وملة
أبيكم تتبعون) ([403])
ومثل
ذلك ما ورد من الأحاديث والآثار الدالة على أن جماعة من الأنبياء والمرسلين عليهم
السلام مدفونون في المسجد الحرام ما بين زمزم والمقام، وقد أخبر النبي a أن منهم نوحاً، وهوداً
وصالحاً، وشعيباً، وأن قبورهم بين زمزم والحجر، وكذلك ورد في قبر إسماعيل أنه
بالمسجد الحرام([404]).
وهذا
كله يدل على أن كل محل يدفن فيه الصالحون، أو تحدث فيه أحداث مرتبطة بهم، يمكن
اعتباره من الأماكن المباركة، مثله مثل الأزمنة المباركة التي شرفها الله تعالى
[403] الحاكم (1/ 638)،
وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)
[404] انظر: إحياء
المقبور من أدلة جواز بناء المساجد والقباب على القبور، ص 11، وما بعدها، وصيانة
الآثار الإسلاميّة، الشيخ جعفر السبحاني، ص 26، فما بعدها.
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 221