responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 222

بحصول أحداث عظيمة فيها.

ولهذا أخبر الله تعالى عن فهم إبراهيم عليه السلام لهذا المعنى، وإدراكه له، ولهذا سعى لبناء الكعبة، وسأل الله أن تظل الأفئدة تهوى لها، قال تعالى حاكيا دعاءه: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ (إبراهيم:37)

وذكر بعض أسرار فضله وبركته، فقال: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران:96)

ولهذا خص بتلك الشعائر الخاصة، قال تعالى: ﴿وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ (آل عمران: 97)

وقد ورد في الأحاديث الكثيرة ما يبين عظم أجر من انتهز فرصة وجوده في تلك الأماكن الممتلئة بالبركات والنفحات، ومنها قوله a: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) ([405])

وهذا يدل على أن الصادق في حجه، المتأثر به، المنفعل له، العازم على تصحيح كل ما وقع فيه من أخطاء، سيتخلص من ذنوبه وآفاته جميعا، سواء تلك التي سجلت في صحيفة سيئاته، أو تلك التي سجلت في نفسه.

وهكذا أخبر رسول الله a عن مضاعفة الأجور لمن صلى في تلك الأماكن المباركة، وهو يدل على عظمة تأثيرها في النفس، وكون أدوارها فيها أكبر من أدوار غيرها، ففي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا


[405] البخاري 3/382، ومسلم 1/984.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست