اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 219
رجب يدعو بهذا الدعاء في كل يوم من
أيامه: (خاب الوافدون على غيرك، وخسر المعترضون إلا لك، وضاع الملمون إلا بك،
وأجدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك، بابك مفتوح للراغبين، وخيرك مبذول للطالبين،
وفضلك مباح للسائلين، ونيلك متاح للآملين، ورزقك مبسوط لمن عصاك، وحلمك معترض لمن
ناواك، عادتك الاحسان إلى المسيئين وسبيلك الابقاء على المعتدين، اللهم فاهدني هدى
المهتدين، وارزقني اجتهاد المجتهدين، ولاتجعلني من الغافلين المبعدين، واغفر لي
يوم الدين) ([399])
وسأله
بعض أصحاب عن دعاء يدعو به في هذا الشهر، فقال: قل يا معلى: (اللهم إني أسئلك صبر
الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك، اللهم أنت العلي العظيم، وأنا
عبدك البائس الفقير، وأنت الغني الحميد، وأنا العبد الذليل، اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد، وامنن بغناك على فقري، وبحلمك على جهلي، وبقوتك على ضعفي يا قوي يا
عزيز، اللهم صل على محمد وآل محمد الاوصياء المرضيين، واكفني ما أهمني من أمر
الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين)، ثم قال له: (يا معلى والله لقد جمع لك هذا
الدعاء ما كان من لدن إبراهيم الخليل إلى محمد a)([400])
وغيرها
من الأعمال والأدعية والأذكار التي تيسر على السائرين إلى الله التعرف على كيفية
مناجاة ربهم ودعائه والتأدب بين يديه، وهي كلها تحوي من المعاني ما يملأ النفس
والعقل والقلب وكل اللطائف بحقائق الدين الجميلة المنزهة عن تلك التحريفات التي
ألصقت بالدين وشوهته.