فأنت ترى ـ أيها المريد الصادق ـ أن هذه المعاني كلها صحيحة وشرعية، ومناسبة
للزمان الذي تردد فيه، ذلك أن فيها تنبيها لقيمة شهر رمضان وفضله، ودعاء الله
بالتوفيق فيه.. فأي ضرر في مناقشة السند، أو رد الحديث بسببه؟
ومثله ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان، والأعمال الواردة فيها؛ فقد سئل عنها
الإمام الباقر، فقال: (هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله تعالى العباد
فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى الله فيها فإنها ليلة آلى الله
تعالى على نفسه أن لا يرد سائلا له فيها، ما لم يسأل معصية.. فاجتهدوا في الدعاء
والثناء على الله تعالى عزوجل) ([396])
وقد سئل الإمام الصادق عن الادعية التي تقال فيها؟ فقال: (اللهم إني إليك
فقير ومن عذابك خائف مستجير، اللهم لا تبدل اسمي، ولا تغير جسمي، ولا تجهد بلائي،
ولا تشمت بي أعدائي، أعوذ بعفوك من عقابك. وأعوذ برحمتك من عذابك وأعوذ برضاك من
سخطك، وأعوذبك منك، جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك وفوق ما يقول القائلون)([397])
وروي
عن الإمام علي أنه قال: (إن استطعت أن تحافظ على ليلة الفطر وليلة النحر، وأول
ليلة من المحرم، وليلة عاشورا، وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان فافعل، وأكثر
فيهن من الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن) ([398])
ومما
ورد من الأدعية في شهر رجب ما روي عن الإمام الصادق أنه كان إذا دخل