responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215

ومن دلائل فضلها اجتهاد رسول الله a في البحث عنها، فقد حدث أبو سعيد، قال: (اعتكف رسول الله a العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصيرٌ، فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منه، فقال: (إني اعتكفت العشر الأول، ألتمس هذه الليلة، ثم إني اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت، فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه، قال وإني رأيتها ليلة وتر، وإني أسجد في صبيحتها في طين وماء بنحوه)([380])

وقد شاء الله أن يخفيها، ولا يحددها بدقة، حتى تبقى نفوس الصادقين متلهفة على الظفر بها، ففي الحديث أن رسول الله a سئل عنها، فقال: (لولا أن يترك الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك)([381])

وروي عن الإمام علي أنه سئل عنها، فقال: (ما أخلو من أن أكون أعلمها فأستر علمها، ولست أشك أن الله إنما يسترها عنكم نظرا لكم، لأنكم لو أعلمكموها عملتم فيها وتركتم غيرها، وأرجو أن لا تخطئكم إنشاء الله) ([382])

ولذلك لا تحصرها ـ أيها المريد الصادق ـ في أي ليلة من الليالي التي وقع فيها الخلاف، وإن قوي دليله، وعظمت حجته، فما أدراك لعلها في غيره؛ وما يضرك أن تتبع كل ليلة وقع فيها الاحتمال، لأنك إن كسبتها لن تكسب ليلة واحدة، وإنما ثلاثة وثمانين سنة.

وبما أن فضل الله أعظم من أن يحصر في ليلة واحدة في السنة؛ فقد جعل الله تعالى في


[380] مسلم (1167) 215.

[381] ذكره الهيثمي 3/178، وقال: رواه الطبراني في (الكبير)

[382] بحار الأنوار (97/ 5)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست