اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 214
ومنها
البكرة والأصيل، كما قال تعالى:﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً
وَأَصِيلًا﴾ [الإنسان: 25]
وقد
أخبر الله تعالى أن ذلك الفضل ليس خاصا بما ورد النص عليه في القرآن الكريم، بل إن
كل أيام الله يمكن اعتبارها محالا للفضل الإلهي، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ
صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [إبراهيم: 5]
ولذلك
كان على الساعي لإصلاح نفسه أو إجابة دعائه، أو الترقي في مدارج السالكين، أن يبحث
عن المحال التي يمكنه أن يختصر فيها الطريق، وعن الأعمال التي عليه القيام بها
فيها، حتى لا تضيع منه تلك الفرص العظيمة.
وبما
أني ـ أيها المريد الصادق ـ لا أستطيع في هذه الرسالة المختصرة أن أذكر لك جميع
تلك المحال، ولا جميع الأعمال التي تقوم بها فيها، فإني سأذكر لك نماذج عنها،
لتعلم قيمة النفحات، والفضل العظيم الذي ينتظر المتعرضين لها.
فمن
محالها، وأشرفها، ما ورد النص عليه في القرآن الكريم، من الليلة المسماة لشرفها،
وعلاقتها بالأقدار [ليلة القدر]، تلك الليلة التي اعتبرها الله تعالى خيرا من ألف
شهر، والتي وردت النصوص الكثيرة الدالة على فضلها، وعلى أنواع الأعمال التي يمكن
أن يجتهد المؤمن في القيام بها فيها.
ومن
تلك الأحاديث ما روي أن رسول الله a قال عند دخول شهر رمضان: (إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلةٌ
خيرٌ من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محرومٌ)([379])