اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 178
وأنه
كان يقول: (يا حي، يا قيوم، برحمتك أستغيث الله، الله، الله، لا شريك لك شيئا يا
صريخ المكروبين، ويا مجيب المضطرين، ويا كاشف كرب المؤمنين، ويا أرحم الراحمين،
اكشف كربي وغمي فإنه لا يكشفه إلا أنت تعلم حالي وحاجتي)([322])
وكان
يقول: (اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله، لا إله
إلا أنت) ([323])
وغيرها
من الأدعية الكثيرة، قد أشار الإمام علي إلى هذا الركن، وارتباطه بالركن السابق،
وذلك أثناء تعليمه لبعض أصحابه لكيفية التضرع إلى الله تعالى، فقد روي عن نوف
البكالي أنه قال للإمام علي: يا أمير المؤمنين إني خائف على نفسي من الشره،
والتطلع إلى طمع من أطماع الدنيا)، فقال له الإمام: (وأين أنت عن عصمة الخائفين،
وكهف العارفين؟)، فقلت: دلني عليه، قال: (الله العلي العظيم تصل أملك بحسن تفضله،
وتقبل عليه بهمك، واعرض عن النازلة في قلبك، فإن أجلك بها فأنا الضامن من موردها،
وانقطع إلى الله سبحانه فإنه يقول: (وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل من يؤمل غيري باليأس،
ولأكسونه ثوب المذلة في الناس، ولأبعدنه من قربي، ولأقطعنه عن وصلي، ولأخملن ذكره
حين يرعى غيري، أيؤمل ويله لشدائده غيري، وكشف الشدائد بيدي، ويرجو سواي وأنا الحي
الباقي، ويطرق أبواب عبادي وهي مغلقة ويترك بأبي وهو مفتوح، فمن ذا الذي رجاني
لكثير جرمه فخيبت رجاءه؟ جعلت آمال عبادي متصلة بي، وجعلت رجاءهم مذخورا لهم عندي،
وملأت سمواتي ممن لا يمل تسبيحي، وأمرت ملائكتي أن لا يغلقوا الابواب بيني وبين
عبادي، ألم يعلم من فدحته نائبة من نوائبي أن لا يملك احد كشفها إلا