responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 170

وعن الإمام الصادق أنه قال: (تقدّموا في الدعاء !.. فإنّ العبد إذا دعا فنزل به البلاء فدعا قيل: (صوتٌ معروفٌ، وإذا لم يكن دعا فنزل به البلاء فدعا قيل: (أين كنت قبل اليوم؟)([303])

ومما ورد في أخبار بني إسرائيل التي يمكن اعتبارها والاعتبار بها أن موسى عليه السلام مر على قرية من قرى بني إسرائيل فنظر إلى أغنيائهم قد لبسوا المسوح، وجعلوا التراب على رؤوسهم وهم قيام على أرجلهم تجري دموعهم على خدودهم، فبكى رحمة لهم فقال: إلهي هؤلاء بنو إسرائيل حنوا إليك حنين الحمام وعووا عوى الذباب، ونبحوا نباح الكلاب، فأوحى الله إليه: ولم ذاك، لأن خزانتي قد نفدت؟ أم لأن ذات يدي قد قلت؟ أم لست أرحم الراحمين؟ ولكن أعلمهم أني عليم بذات الصدور، يدعونني وقلوبهم غائبة عني مائلة إلى الدنيا)([304])

وهكذا كانت السيرة العملية لرسول الله a وورثته، ممتلئة بكل معاني الخضوع والخشوع والتذلل لله، والتأمل فيها وحده كاف لتربية النفس على تلك المعاني العظيمة، وقد وصف ابن عبّاس بعض مواقفه a، فقال: (خرج رسول الله a متبذّلا متواضعا متضرّعا، حتّى أتى المصلّى، فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير وصلّى ركعتين كما كان يصلّي في العيد)([305])

وفي الحديث أنه (لمّا كان يوم بدر، نظر النّبيّ a إلى أصحابه وهم ثلثمائة ونيّف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النّبيّ a القبلة، ثمّ مدّ يديه وعليه رداؤه


[303] بحار الأنوار: 90/339.

[304] بحار الأنوار (93/ 319)

[305] الترمذي(558) وأبو داود(1165)، والنسائي(3/ 156) وابن ماجة(1266) وأحمد(1/ 230)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست