responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17

والغرض الأكبر من هذه المجاهدات هو تحقيق القيم الأخلاقية في النفس، حتى تتأدب مع الله ومع أوليائه وخلقه، لتكون أهلا لتنزل الفضل الإلهي.

الثاني: الصلاة، وتعني كل الوسائل المؤدية إلى الصلة بالله، من إقامة الصلاة والذكر والدعاء والمناجاة والتضرع والابتهال والتدبر والتفكر والتأمل وغيرها، وجميعها تؤدي إلى تزكية الروح لتصبح أهلا للمحبة والأنس والتوكل وجميع المنازل التي تنزلها النفس المطمئنة، وتصبح مع ذلك أهلا لتنزل المعارف والمواهب الإلهية.

وكلا الأمرين يحتاج بعضهما إلى بعض؛ فالصبر ومناهجه لا يمكن أن يتم من دون استعمال الصلاة ومناهجها.. ومثل ذلك الصلاة لا يمكن أن تؤتي مفعولها ما لم يصحبها الصبر.

وبناء على هذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تنظر في كل مناهج السير إلى الله، والتي تراها في الواقع، لترى مدى قربها من هذين الأصلين اللذين دل عليهما القرآن الكريم؛ فإن كانا متوافقين معهما؛ فهما شرعيان، وإلا كانا من المناهج المبتدعة.

ومن الأمثلة على ذلك ما يطلق عليه [الخلوة]، والتي يعتمدها بعض السائرين إلى الله؛ فهي إن كانت خلوة وتفرغا للذكر والتقرب إلى الله، ومن غير انقطاع كلي عن الخلق، أو التقصير في أداء التكاليف الشرعية؛ فهي خلوة مشروعة، ذلك أنها مرتبطة بالصلاة، لأنها تحوي ذكر لله، وتحاول التواصل معه، وهي مرتبطة بالصبر لأن فيها مجاهدة للنفس على التفرغ لذلك.

وهكذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تسأل عن أي منهج تراه في واقع السالكين، لترى من خلاله مدى صلته بالمنهجين اللذين نص عليهما القرآن الكريم، واعتبرهما من المناهج الكبرى التي لا يمكن أن يقوم بها إلا الخاشعون الصادقون.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست